كالنهـــر ترســـله المنابــع جــارفــــًا *** كالغـيث تســـكبه الســــماء فـينهـمــر
كالجـمــر تحـييـــه الريــــاح فيتـقـــد *** كالمهــل يكـبتــه الأديــــم فـينفـجـــر
أوجــدت حـبـــًا فى الفـــؤاد جــذوره *** وفروعـه بيـن الكــواكـب والـــــقـمر
قد كان طفـلا فى غياهـب مهجــــتى *** لا صوت فيـه ولاحـراك ولابصـــــر
أخــفـيته ظلمـــًا بأكـفــان الحـيــــــــا *** وحـفـفـته بجـبـال صـبرى فانحصــر
ثـم التقــــــينا صدفـــــة لا موعــــــدًا *** والويـل ثم الويـل من صـدف القـــدر
همـت عيونى أن تبـــوح بوجـــــدها *** فشــددتهـا نحــو الحـوائـط والبشــــر
وظللـت أنظـــر للمــكان مخـــــادعـًا *** وأديـر وجـهى كى أراك عــلى حــذر
ثـم افـترقـنــــا والحـنيــــن يهــــزنى *** وجـنيــن حـــبى يسـتغــيث وينفطـــر
أمــــاه رفـقــــًا بالأســــير المنكســـر *** فى المهــد ماذاق الحـنــان ولاشــعــر
لكـنمـا شــمــس الأصيـــل تخـيفهـــا *** ويخـيفهــا وجـه النهــار المحـتضـــر
فمشــت وأضــواء النهــار بوجـههــا *** وبخـلفـهــا أســـتار ليــــل تنحــــــدر
واليـــوم أمسى بعـــده طـال النـــوى *** لا النـوم أنسانى ولا طــول الســـهـر
فسلى نجوم الليـل أو شمس الضـحى *** هل حل فى قلبى سـواك من الأخــــر
وسـلى بحـــور الشــعر أو شــطئانها *** هل فى القصـائد درة مثــل الـــــدرر
لكنمـــا هـيهــات من طــول النــــدا *** فى معـزل حجـب الرنين عن الوتــر
نفـسـى أناجـى أم أناجـى طـيفهــــا ؟ *** وهمًا كمن يرجـو السـقاية فى ســـقـر
فالطـب لايجـــدى إذا حــان الأجـــل *** والغـــيم لايـروى إذا حجــب المطــر
ثـم التقـينــــا صـــدفة لا موعـــــــــدًا *** والويـل ثم الويـل من صدف القــــدر
فهممـت نحــوك والغـــرام بداخـــلى *** لو فاض لاختفت الشواهق فى الحـفـر
أدنيـت نفـســـى ثـم قـلـت تحــــــــيـة *** فوجـدت صـمتـك يسـتبيـح ويعـــتـذر
فظــننت أنـــى قـــد أســـأت تحـــيتى *** أو أن حــــبى مبتـــدً فقـــــد الخـــــبر
وإذا بعـــينيـك الرثــــاء يخـــــيفــنى *** وإذا الإجابــة فى يسـارك تنتظــــــر
تلك التى تضــوى بآخــر بنصــــرك *** هى نبتــة الصـمت الـذى لايغـتـفــــر
فالصــمت وزرى حـين كنت وحـيدة *** واليـــوم وزرى أن أبــوح بمـا سـتر
وإذا بدايــات الغــــروب تحـيـطـنـــا *** وإذا نهـايات الأصــيـل على ســـــفـر
فمشــت وأضـواء النهـــار بوجــههـا *** وبخـلفهــــا أســــتار ليــــل تنحــــدر
وبقـيت وحـدى فى الظلام وطـيفهـــا *** لاالشــمس بغــيتنـا ولاضــوء القــمر
ثـم التـقـينـــــا والتـقـينـــــا بعـــــدهـا *** ثـم التـقـينـــــا والتـقـينـــــا بالنـظـــر
فوجـدتها كالغـيث فى أســر القـــــدر *** ووجـدتنى كالمهل فى جـوف الحجــر
شــفـتاى خــرس فى هـواهــا بينمـــا *** عـينــاى تصــرخ بالمعـانى والعـبــر
اخوكم جريح المشاعر
خالد منصور